تعتبر ظاهرة النسيان وضعف الذاكرة من أكثر المشاكل شيوعا، فى هذه الأيام.
فهى لا ترتبط بأى عمر ولا تفرق بين كبير أو صغير، فأصبحت تصيب الشباب والأشخاص فى منتصف العمر، بالإضافة إلى كبار السن.
وتظهر كل يوم أبحاث علمية جديدة تبشر بقرب انفراج هذه الأزمة، أحدثها ما توصل إليه باحثون من كلية الطب بجامعة إمورى.
يشيرون إلى أن ممارسة تمارين الذاكرة يمكن أن يكون الحل لمشكلة النسيان وضعف الذاكرة، بل وإعادة تنشيط المكان فى المخ المسئول عن تخزين الذاكرة الجديدة.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة أمريكية حديثة نشرت بدورية "Hippocampus"، فى العدد الصادر بشهر مارس الجارى.
وتمكن الباحثون من وضع استراتيجيات تدريبية جديدة لتقوية الذاكرة، تساعد بالأخص على تذكر أماكن الأشياء، والتى يعانى منها الكثير.
مؤكدين أن تلك الآليات تصلح لعلاج الأشخاص المصابين بخلل فى وظائف الإدراك.
وشرحت الدراسة إحدى الاستراتيجيات الهامة التى تعتمد على تذكر أماكن الأشياء، والتى تضمنت ٣ خطوات هامة، قاموا بتطبيقها على المشاركين فى الدراسة.
حيث بدأ الأشخاص أولا التركيز على خصائص الغرفة التى يجلسون فيها، خصوصا الأماكن التى تقع على مسافة قريبة من شىء ما يجب أن يتذكروه جيدا.
ثم قام الباحثون بشرح بسيط عن سبب وجود هذا الشىء فى ذلك المكان ليرتبط جيدا فى الذاكرة، وفى النهاية قام المشاركون برسم صورة تخيلية لهذا الشىء فى أذهانهم وقاموا بالتفكير فيه ليربطوا المعلومات السابقة جيدا.
وبدأ المشاركون بعد ذلك فى التدريب العملى على هذه الاستراتيجية، حيث قام الباحثون بعرض ضوئى لعدد من الأشياء، يوجد كل منها فى مكان معين يختلف عن الآخر، وذلك على شاشة عرض كبيرة للحظات معدودة فقط.
ثم قاموا بعد ساعة تقريبا بسؤالهم عن أماكن بعض هذه الأشياء من بين ثلاثة خيارات، واستمرت تلك التدريبات لمدة أسبوعين تلقوا فيه خمس جلسات تدريبية.
أكد الباحثون بعد انتهاء الجلسات التدريبية أن تلك التمارين أظهرت إيجابية كبيرة، حيث تحسنت ذاكرة المشاركين فى الدراسة بشكل كبير، وتمكنوا من تذكر أماكن الأشياء.
بل وتمكن الأشخاص الذين يعانون من خلل فى وظائف الإدراك من تكوين ذاكرة جديدة عن الأشياء، بعد أن نجحت التمارين فى تنشيط المكان فى المخ المسئول عن تخزين الذاكرة الجديدة.
الكاتب: إسلام إبراهيم
المصدر: موقع اليوم السابع
